رعيّة رشدبّين

أحد آية شفاء المنزوفة

قلما لمست أناملي معنى السعادة الحقيقية قلما انغمر قلبي بفرح جعله يطير . وكأن السعادة بات مفهومها بعيد عن مفهومنا نحن البشر أبسبب ذلك صرخ داود، بعد ما اشتهى جارته بتشابع وخان زوجها وأرسله للحرب ليموت، أرجع لقلبي طعم فرح الخلاص. دع قلب يستطعم بقرة الفرح من إصبعك، كفرحة وصولنا لأرض الميعاد،

في دروب الحياة نجد أناس يبحثون عن السعادة. ولا يعلمون أين تكمن وتوجد. فأخذوا يسعون لإسعاد أنفسهم بأشياء وقتية تنتهي فيشتاقون إلى السعادة مرة أخرى كاشتياق الأيل إلى جداول المياه هم هكذا في ظمئهم للسعادة.
أما كانت المنزوفة كباقي الناس؟ أما كانت تبحث عن السعادة ككل من حولها؟ محظوظة هي إذ وجدت معنى أشمل للسعادة، وهي السعادة عند قدمي يسوع.
عند قدمي يسوع يوجد رجاء ويوجد أمل، كل يأس يتحطم وكل مرض يذهب عند قدمي يسوع .عند قدمي يسوع يوجد سلام وراحة تدخل الي مفترق النفس فتتعزى ولا مكان للدموع. عند قدمي يسوع تكمن السعادة .فدعونا نتخيل نفسية المنزوفة عند قدمي يسوع فقد أصابها الياس لكنها وجدت أمل عند قدمي الشافي الوحيد. وجدت رجاء فذهبت اليه وطرحت مرضها ومشاكلها تحت قدمي من هو أكبر من كل مرض. كم ننفق من أوقاتنا وأموالنا باحثين عن دواءٍ لشفاءِ جراحاتنا وانكساراتنا النفسيّة الّتي ترمينا في نزيف العفن الدّاخليّ، والدموع القلبيّة المريرة، والألم الممزِّق لأحاسيسنا؟
قد لا نضَيِّع فرصةً توهمنا بالسعادة والحياة الهنيئة إلاّ ونركض وراءها كي نستقرّ، فتصطادنا هي بدل أن نصطادها، وتعمّق الأسى فينا بدل الطمأنينة والسّلام، فيبقى النزف مستمرًّا، مضعِفًا فينا الحبّ والفرح إلى أن نموت فيه، إلاّ إن جدّينا ولمسنا ثوب الحبيب. ربّما نُماثِل المرأة النازفةِ في لمس الهدب من الخلف خجلاً من مواجهة الحبيب، وخوفًا من أسئلةٍ ننتظر: “كنت أبحث عنك، أين كنت طوال السنين الماضية؟ لِما لم تأتني إلاّ متأخّرًّا؟….” ولكن أيًا من كلّ تلك الأسئلة لن يطرح علينا ولن يعاتب، مهما تأخّر وقت لمسنا لثوبه؛ جُلَّ ما يريده، أن نُقبِلَ إليه واثقين ننتزع منه الشفاء، فيُسَرّ ويفرح لفرحنا!
إنّه الحبيب، ويريدنا أن نكون ذا رجاءٍ وإيمان كي ينسكب كلّ الحبّ فينا، شافيًا النفس منّا قبل الجسد. هو الوحيد القادر أن يعيد لنا بهاء صورته وهو الوحيد الّذي يعيد لنا ذاتنا المفقودة في النزيف.

علمنا يا رب أن ننبسط تحت قدميك، لنلتقط أنفاس الرجاء. الرجاء بالسعادة الأبدية، الرجاء ببهجة القيامة، بالقيامة مع يسوع، آمين


جاكي جوزيف ضوميط