رعيّة رشدبّين

عرس قانا الجليل

يبدأ زمن الصوم في الزهد، في تحدي ذاتنا البشرية في شهواتها، شهوة السلطة والمال، شهوة إمتلاك الآخر في روحه وفي جسده…

نحن مدعوون إذًا، لنلج إلى الصوم بفرحِ وسعادةِ العاشق التائق للقاء حبيبه في كلّ آنٍ وأوان ومكان فيكون صومنا أداةً تساعدنا على رؤية وجه المسيح في الفقير والمظلوم والمسجون والعريان…. فنستحقّ الحياة في ملكوت الله الّذي هو “بِرٌّ وَسَلامٌ وفَرَحٌ في الرُّوحِ القُدُس”، آمين.

عرس قانا الجليل ربّما ما زلنا عالقين في “أجران قانا الفارغة” نصبو إلى الإرتشاف من خمرةٍ مختلفة، خمرةٍ جديدة، نبحث عنها ولا نجدها، ننتظرها ولا تأتينا، لأنّنا لم نتعرّف بعد إلى معطيها، أو لا نقبلها من يد “الخدم”، فترانا نشرب من كلّ خمور الدنيا علّها تكون المُرْتَضى. ولكن سرعان ما ندرك أنّها تُسْكِر الجسد وتعطّل الرّوح، ويبقى القلب ينبض في حسرة إيجاد خمرةِ “قانا” المقدّسة كي يمتزج بمعطيها. تلك الخمرة تعني قبولي قيامة المسيح داخلي، هذه القيامة الّتي لا تجد معناها العميق إلاّ عندما يهبها يسوع بإعطاء ذاته فقط لمن يرتضي أن يكون على مثاله ويهب ذاته للحبّ الصّادق المقدّس

في عرس قانا الجليل، أنقذت يا ربّ الحبّ من الخجل وأكملت بالحبّ ما أنقصته شهوات النّاس وإسفافهم وتراخيهم وإهمالهم.
هبنا اليوم، في ذكرى هذا الحبّ الكبير أن نشدّ الرّحال في مسيرة الصوم فنُحوّل بحضورك الحقد إلى غفران والتراخي إلى هِمم والتمادي إلى صفحٍ، يقودنا بالموت فيكَ إلى العبور بالقيامة إلى ملكوتك الأبديّ، حيث نسبّحك مع أبيكَ وروحكَ القدّوس إلى الأبد، آمين.


جاكي جوزيف ضوميط