رعيّة رشدبّين

أحد الشعانين

غريبٌ إحتفال الشعانين!
عيدٌ إحتفاليٌّ بإمتياز، يبدأ بالتغاريد وهتافات “المجد لله! تبارك الآتي بإسم الرّب. تبارك ملك إسرائيل” (آ:13)، وينتهي بالصّراخ:” إصلبه إصلبه!”.
ما بال تلك الجموع تنقلب عليه بين ليلةٍ وضُحاها؟ غريبٌ أمرها!
اليوم تهتف على أنّه الملك المخلّص، حتّى ولو كان راكبًا على “جحشٍ إبن أتان”، آخذةً من ملائكةِ الميلاد نشيدهم (“المجد لله!”)، وغدًا تراه مجرمًا دون جرم ٍ وتستبدله بقاتل ِ القتلة “باراباس”!

كم من باراباس معاصرٍ يطلَق كلّ يومٍ من سجون خوفنا من الحقيقة، إلى ساحة قلوبنا وفكرنا. كم من باراباسٍ نبرّره خوفًا من ألسنة الآخرين، خوفًا من التّهميش، من التخلّي عن اللّذة على أشكالها وأنواعها وأهدافها… كم من باراباس نطلق اليوم مكان المسيح في حياتنا!

إنه يوم عيد سيدي، نحتفل فيه بألحان الفرح، قبل أن ندخل إلى ألحان الحزن . وفيه استقبل اليهود المسيح ملكًا على أورشليم، ويخلصهم من حكم الرومان، ولكنه رفض هذا المُلك الأرضي. لأن مملكته روحية… المسيح رفض أن يملك على أورشليم، ولكنه يفرح أن يملك على قلبك…
قلبك عند الله، هو أعظم من أورشليم . إنه هيكل للروح القدس ومسكن للّه. فكّر كثيرًا هل الله يملك عليك كلك: قلبك وفكرك وحواسك وجسدك ووقتك…؟
قل له تعال يا رب واملك. هوذا أنا لك… 
إن كانت مملكتك يا رب ليست من هذا العالم. فتعالَ. عندي لك مملكة تناسبك، تسند فيها رأسك وتستريح. لعلك تجد راحتك في قلبي. وإن وجدت فيه عصاة أو متمردين عليك… تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار. استله وانجح واملك.
لا تنشغل بالسعف في هذا اليوم، بل انشغل باستقبال المسيح في قلبك ملكًا عليه، فأنت تحتاج أن يملك الربّ عليك، لكي يدبر أهل بيتك حسنا.


جاكي جوزيف ضوميط