رعيّة رشدبّين

إلى النور

هكذا هي الحياة التي ولَدَتنا في حضن المسيح، جميلة بحضور الخالق ورائعة بفيض حبّه علينا، لكنّها تحمل الكثير من الألم والمرارة. أمّا الرهان على الثبات فهو الإيمان بالخلاص بيسوع المسيح، والتحلّي بالوداعة والصبر والقدرة على الإحتمال التي هي من الرّوح القدس المقّوي والمدافع والرفيق حتى مجيء يوم الربّ.
مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ
• هؤلاء؟ أماتوا شعلة الحياة في قلوبهم واستسلموا لفكر الشرّ، فباتوا يأتمرون به لأنّهم فقدوا كلّ إدراكٍ وضميرٍ في داخلهم، معتقدين أنّ صورتهم تكتمل في قوّتهم على جذب الآخرين إلى حيث هم، فَشيّؤا لنا حبّ الله المجّاني واللامحدود، الّذي لا يعرف التراجع، “لِيُضِلُّوا (حتّى)الـمُخْتَارِينَ أَنْفُسَهُم، لَو قَدِرُوا”، ووضعوا برقعًا برّاقًا على وجهه (الحب) وذهبوا به إلى قلب البشرية يعرضون عريسهم المقنّع على جيلٍ بات بَعضه يتكاسل في عيش الوصايا وعلى رأسها المحبّة ويبحث عن إرضاء ذاته خارجًا عن الله، يرسمون لهم صورًا خياليّة عن ما يتنظرهم من جميل الحياة في اتباعهم، يوجّهوهم في طريق المادّة المادّيّة الملتوي، ثمّ، يدفعون بهم إلى مستنقع الشر النتن
• هؤلاء؟ قنّعوا الشرّ بستار سميكٍ سمَّوه “خير الإنسان” الباحث دومًا عن إرضاء “الأنا” فيه، ليشيحوا بفكره ونظره عن “الخير الأسمى” الّذي هو الله، فألبسوه ثوب التعصّب بإسم الدفاع عن الدّين، وحمّلوه البندقية والقنابل بحجّة محوِ الكفر. لقد نزعوا البراءة الطبيعيّة من حشى الأمّهات الضعيفات بأجنّتها مستغلّين ضعف بعضهنّ، واستبدلوها بحليب الحقد والبغض والإنتقام، فقطفنا جيلاً، منه من يقبل أن تقاوم عينه المخرز ولا يأبه وأصابعه تتراقص مفاصلها، أمّا الشريحة الأخرى تعيش حذرة من الغدر بالسلام الداخلي الّذي يتحلّون به وبالكلمة التي تنبض فيهم حياة. أيّة حياةٍ هذه؟ أيّ حبٍّ هذا الّذي لا يعرف الرحمة حتّى أنّ العدالة تودّ لو تنتحر أمامه في أغلب الأحيان؟
لقد أنبأتكم
عندما ترى الحجر يُرمى عليك يمكنك أن تتفاداه خاصّةً وأنت حاضرٌ في قلب الصراع. أليس هذا ما لفت يسوع أنظارنا إليه؟ لقد نبّهنا من كل تلك الشرور الآتية صوبنا وهدفها أن ترمينا أرضًا كي تنهشنا رويدًا رويدًا. أرادنا أن نبقى متيقّظين لأنّ يوم اللقاء يأتي دون إنذار، فكيف سنَمثل أمام الله في تلك اللحظة؟ هل ينفع ندم اللحظة الأخيرة وقتها؟ هل نحمل في جعبتنا أسفًا ويأسًا أم سلامًا وثباتا حتّى ولو كنّا مجروحين من الصعاب والتجارب المؤلمة والشرور؟ بماذا ينفع عولنا وبكاؤنا وارتجافنا خوفًا على مصيرنا؟
كلّنا نعلم أن الله واضحٌ في تعليمه وما يقوله يعلنه من “على السطوح”، فلا مُواربة ولا أقنعة ولا خجلٍ ولا محاباة فيه. لا نتذرّع إذًا بالمسيح كي نفعل ما يحلو لنا، بل من أولئك النسور القديسين الّذين يجتمون حول يسوع المصلوب كي يأخذوا منه القوّة والإنطلاقة نحو قيامةٍ أبديّةٍ ولا أروع في مجد الله الآب.
جاكي جوزيف ضوميط