القيامة المجيدة
المسيح قام!
وعند المساء، عندما يتثاءب القمر فتهرع الغيمة وترتمي عليه لحافًا يقيه البرد، صرختي الأولى كانت إليك، وندائي الأول، نغنغتي ومناجاتي.. وجودي.. بشريتي، ضعفي، خوفي، حزني، فرحي، كلُّها تقودني إليك.
ذات مساء كنت بين خيان الشوق إلى لمسة حبك كان الظلام بيني وبينك، وكانت السماء أبعد في نظري، والخوف أقرب في قلبي، والطريق إلى النور طويل..
وعندما وصلتي نسمة على رأسي وشعرت بها تقول لي: يا ولدي، الطريق إليه آمن.. إنتبه أن تتوقف.
ثم أشارت إلى الأعلى..
وهمست في أذنيّ نغمة حب ولحن حياة
“كما حوّل الحجر الذي دُحرِجَ عن باب قبره لشاهد لقيامته سيحوّل قلبك لقلب ينبض حب مع كل دقة وعقلك ليكون مسكن لافكاره وفمك لفاه يسبحه، يمجده، يشكره ويعلن خلاصه، ويديك لاداة بين يديه ورجليك لتتبع خطواته وعينيك لتراه بكل آخر.
أمن الموت خائفة؟
لم يجرؤ الموت ان يقترب من المسيح بل المسيح قربه اليه
لقد مات المسيح حقًّا
لكن غير مقهور من الموت
لقد اقتحم المسيح قوات الجحيم ليس كمن سقط في مخالبها ولكن كغالب حطم قواتها
لقد ظن الموت انه فاز بغنيمته
وحالما أبصر يسوع متقدمًّا نحوه تيقن أنه لا بد من رد المسلوب
فلم يقو الموت علي مناهضة ابن الله فترك الغنيمة بين يدي صاحبها
وتقهقر الموت أمام الجبار
لقد دخل يسوع الى مكان الموت ليميته … ويحل أدم من سلطانه
أشرق النور على الحزاني وأبهجهم
المسيح قام، ودقّت الأجراس فرحًا وإبتهاجًا بيوم السلام، يوم الفصح أي العبور من الموت إلى الحياة، اليوم الّذي تحقّقت فيه نبؤات العهد القديم في الخلاص بالفداء بالمسيح يسوع، فهذا هو إذًا اليوم الّذي صنعه الرّبّ، فافرحي وتهلّلي به !
صوت الكتاب المقدّس والرسائل يهتف بإيمان أنّ الوعد قد أصبح واقعًا، قَلَبَ حياة كلّ من آمن به، وقادهم إلى أقاصي الأرض ليعلنوا البشرى، بشرى الخلاص. لقد حوّل كلّ رغبةٍ في العيش إلى حقيقة، وكلّ أملٍ إلى رجاء، وكلّ موت نفسٍ إلى حياة رغم ضعفك، وفشلك، وفعل الخطيئة الّتي لا تنفكّ تلاحقك لتقذف بك في هوّة الموت المُبيد.
شاهدي القيامة في كل اطلالة شمس توقظ البرايا الى الحياة والتسبيح
في تفتّح الزهر بعد شتاء رمادي رتيب
وشاهديها بقرع ألاجراس إلى الموعد وسط ضجيج زمننا المشتت
بصيحة هللويا تطلقها حناجر جرّحها الألم والظلم
بالنهوض من بلادة الإحباط والقنوط والتخاذل إلى رحاب الفرح والحياة.”
ومنذ ذلك الوقت وأنا أحاول الصعود إليك، وكلما اقتربت منك وجدتك أقرب إلى قلبي وأبعد من خيالي
أحببتك قبل أن أخافك، وكلما سمعت اسمك صرت به أكثر ثراء
يأتي اليقين بعد الشك، يأتي منثالا بجمال ما أودعته وأبدعته يا رب في أعماق المحيطات وأجواز الفضاء
في ألم الأمهات وعجز الأسئلة.. ومرارة الفقد؛ يأتي التضرع باسمك..
في وهن الجسد وضياع الروح.. وقسوة الخسارة؛ يأتي التبتل إليك..
يارب.. كنت معي في ظلمة الرحم، في طفولتي وأحلامي في تفاصيلي الصغيرة
كنت معي في الإخفاق والنجاح، في مواجهة الحياة، في الانطلاق والنهاية، أمام ألسنة جارحة وخلف مخالب الظلام
يارب، وأنت الجميل الذي خلقتني جميلاً، وأردت لي أن أكون كما خلقتني؛ أبقني على فطرتك بعيدًا عن تشويه ذاتي
يارب، إمنحني القوة ألاّ تتعثر خطاي في مسيري إليك
يارب.. أعطني يقينا بقدر أملي فيك، واجعل ما بيني وبينك مسافة حب
يارب.. وأنت الكبير في عليائك وأنا الهباءة في كونك؛ فكن أنت الصاحب في سفر الحياة، آمين
يا رب اجعل كل شي في كياني شاهد حي لقيامتك يصرخ ويقول المسيح قام حقًّا قام أين شوكتك يا موت أين انتصارك يا جحيم، قام المسيح وانت قُهِرت، قام المسيح ولم يعد في القبر ميت لأن فصحنا المسيح قد ذُبح. له المجد والعزة مدى الدهور. آمين.
جاكي جوزيف ضوميط