حبّك ربّي
أنت في غيابي لا تغيب
تحضر بين لون الحبر والحبر
في ثنايا التعب حين يصير التعب جلدًا أليفًا لا أخلعه عند النوم
عند انعطافة الريح في آخر الطريق التي أنتظر منها أن توصلني إليك
يسكنك غيابي فسيح جنات اشتياقك إلي في حضنك
فكيف لمن أحبني حتى الموت أن يراني بعيدة؟
تصير وجوه الناس لوحة يختبئ وجهك تحت أحدها
ليشرق علي من بين غيمة إشتياقك على غيابيغيابي يقربني منك يا يسوعي
فأغرق في ماضي وأراك في كل الزوايا تسكن نفسي وتتربع على عرشها
أراك حين بكيت يومًا وامتدت يدك لتمسح دمعتي
كنت موجودًا ولم أستطع أن أدرك وجودك
لأنك كنت نسيمًا وأنا كنت أبحث عنك بين العواصف
ولأنك كنت نهرًا يلتف حول جبل أحزاني وأنا كنت أريدك سيلاً يجرف أوحالي
حبك الربيعي ربّي يتسلل إلي من ثقوب الأبواب التي ظننتها صارت محصنةً ضد حضورك
فأتصل بعالم كنت أظن نفسي معزولة عنه
ثم أتبين أنك جعلتني على صلة وثيقة به
كأن حبك لا بد منه
كي تستعيد الأرض محورها
وتسترد دقات الساعة إيقاعها
وتنتظم علاقة الليل بالنهار
وتهدأ وتيرة الحركة في شوارع الأيام المزدحمة
وتعود الشمس لتشرق من الشرق وتغيب في الغرب
كأن لا بد أن تحبني كي لا تفنى الحياة كما يعرفها الناس
يعيدني حبك إلى صدرك
يخرجني من عقلي ويضعني في حضنك حيث ألقي رأسي المثقل بالتعب والألم
وتعيدني طفلاً يحتاج إليك ليحيا
وتعيدني طفلاً يخلع أفكاره عند لقياك
ويرتدي راحة غلالة نوم تدعوها إلى استنشاق حبك.
وطأت روحي، صغتني أنا من معارف جمعتها سحابة العشق وأعطيتني هوية تنسبك مسجلة باسم الحب
غريب أمر حبك يا يسوع!
فهو يتنقل بي بين أسئلة معلقة على مشجب الوجود بعلامات استفهام:
الحب ثم الحب ثم الحب
وغيرها كثير من عباءات الحب تلف جسدي كل يوم بواحدة منها
وعند الفجر العاشق
عندما تلهف روحي لرؤيتك وبي خشية من بعدي عنك
أحيك أسطر كلماتك وشاحا أتدثّر به
في غيابي عنك يا رب، أحصي كلماتك التي لم أرها بعد
رسائل حبك في كل كلمة في إنجيلك التي كتبتها خصيصًا لنا نحن أبنائك ولم نر أرى منها شيء بعد
وتنتظر كي أراها غارقة بين يديك حين تسلمها ألي مع فيض حبك
في حبك
أرتب العالم
أنظف جوارير الذاكرة
أكنس الأوراق الذابلة عن مكتبي
أمسح غبار الوقت عن زجاج ساعة الحائط
أكوي أفكاري التي جعلكها التقلب على قلق الانتظار
في حبك
يغيب كل ما عداي
جاكي جوزيف ضوميط.